کد مطلب:168123 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:150

مسلم بن عوسجة الاسدی الصحابی
(هو مسلم بن عوسجة بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزیمة. أبو حجَل الاسدی السعدی، كان رجلاً شریفاً سریّاً عابداً متنسّكاً.

قال ابن سعد فی طبقاته: [1] وكان صحابیاً ممّن رأی رسول اللّه (ع)، وروی عنه الشعبی، وكان فارساً شجاعاً، له ذكرفی المغازی والفتوح الاسلامیة.

وقال أهل السیر: إنّه ممّن كاتب الحسین (ع) من الكوفة ووفی له،وممّن أخذ البیعة له عند مجیء مسلم بن عقیل إلی الكوفة.). [2] .

وكان مسلم بن عوسجة (رض) أحد القادة الاربعة الذین عقد لهم مسلم بن عقیل (ع) علی الارباع فی الكوفة أثناء هجومه علی قصرالامارة، فعقد لابن عوسجة (رض) علی ربع مذحج وأ سد. [3] .


وقد احتال عبیداللّه بن زیاد لمعرفة مكان مسلم بن عقیل (ع) بحیلة اختراق حركة الثوّار من داخلها، (فبعث معقلاً مولاه وأعطاه ثلاثة آلاف درهم، وأمره أن یستدلّ بها علی مسلم،فدخل الجامع وأتی إلی مسلم بن عوسجة فرآه یصلّی إلی زاویة، فانتظره حتی انفتل من صلاته، فسلّم علیه ثمّ قال: یا عبداللّه، إنی امرؤمن أهل الشام مولی لذی الكلاع، وقد منّ اللّه علیَّ بحبّ هذا البیت وحبّ من أحبّهم! فهذه ثلاثة آلاف درهم أردت بها لقاء رجل منهم بلغنی أنّه قدم الكوفة یبایع لابن رسول اللّه (ع) فلم یدلّنی أحد علیه، فإنّی لجالس آنفاً فی المسجد إذ سمعت نفراً یقولون: هذارجل له علم بأهل هذا البیت! فأتیتك لتقبض هذا المال، وتدلّنی علی صاحبك فأبایعه! وإنْ شئت أخذت البیعة له قبل لقائه! فقال له مسلم بن عوسجة: أحمد اللّه علی لقائك إیایّ فقد سرّنی ذلك لتنال ما تحبّ، ولینصر اللّه بك أهل بیت نبیّه (ع)، ولقد ساءتنی معرفتك إیّای بهذا الامر من قبل أن ینمی مخافة هذا الطاغیة وسطوته. ثمّ إنّه أخذ بیعته قبل أن یبرح وحلّفه بالایمان المغلّظة لیناصحنّ ولیكتمنّ،فأعطاه ما رضی، ثمّ قال له: إختلف إلیَّ أیّاماً حتّی أطلب لك الاذن، فاختلف إلیه ثمّ اُذن له فدخل، ودلّ عبیداللّه علی موضعه..). [4] .

(قالوا: ثمّ إنّ مسلم بن عوسجة بعد أن قُبض علی مسلم وهانی وقُتلااختفی مدّة، ثمّ فرّ بأهله إلی الحسین فوافاه بكربلا، وفداه بنفسه.). [5] .


وكان مسلم بن عوسجة (رض) قد قاتل یوم عاشوراء قتالا شدیداً لم یُسمع بمثله، فكان یحمل علی القوم وسیفه مصلت بیمینه فیقول:



إنْ تسألوا عنّی فإنی ذو لبد

وإنّ بیتی فی ذُریْ بنی أسد



فمن بغانی حائدٌ عن الرشد

وكافرٌ بدین جبّار صمد [6] .



ولما صُرع (رض) مشی إلیه الحسین (ع) فإذا به رمق، فقال له الحسین (ع): (رحمك اللّه یا مسلم! فمنهم من قضی نحبه ومنهم من ینتظر وما بدّلوا تبدیلا)، ثمّ دنا منه،فقال له حبیب بن مظاهر(رض) ما ذكرناه فی ترجمته فقال له مسلم (رض): (بلی، أوصیك بهذا رحمك اللّه وأومأ بیدیه إلی الحسین (ع) أن تموت دونه!). [7] .

ولمّا فاضت روحه الطاهرة صاحت جاریة له: (واسیّداه! یا ابن عوسجتاه! فتباشر أصحاب عمر بذلك،فقال لهم شبث بن ربعی: ثكلتكم أمهاتكم! إنّما تقتلون أنفسكم بأیدیكم، وتذلّون أنفسكم لغیركم! أتفرحون أن یُقتل مثل مسلم بن عوسجة!؟ أما والذی أسلمتُ له! لَرُبَّ موقف له قد رأیته فی المسلمین كریم، لقد رأیته یوم سَلَق آذربایجان قتل ستّة من المشركین قبل أن تتامّ خیول المسلمین!أفیُقتل منكم مثله وتفرحون!؟). [8] .

وقد ورد السلام علیه فی زیارة الناحیة المقدّسة مع ثناء عاطر:(السلام علی مسلم بن عوسجة الاسدیّ، القائل للحسین وقد أذن له فی الانصراف: أنحن نُخلّی عنك!؟وبمَ نعتذر عنداللّه من أداء حقّك؟ لاواللّه حتّی أكسر فی صدورهم رُمحی هذا، وأضربهم


بسیفی ما ثبت قائمة فی یدی، ولا أُفارقك! ولو لم یكن معی سلاحٌ أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، ولم أفارقك حتّی أموت معك!

وكُنت أوّل من شری نفسه! وأوّل شهید شهد للّه وقضی نحبه!ففزت وربّ الكعبة، شكر اللّه استقدامك ومواساتك إمامك، إذ مشی إلیك وأنت صریع، فقال: یرحمك اللّه یا مسلم ابن عوسجة، وقرأ: فمنهم من قضی نحبه ومنهم من ینتظر وما بدّلوا تبدیلا.

لعن اللّه المشتركین فی قتلك: عبداللّه الضبابی، وعبداللّه بن خُشكارة البجلی، ومسلم بن عبداللّه الضبابی.). [9] .


[1] لم نعثر علي ذِكره في الطبقات الكبري، وأورده الجزري في أسد الغابة، 4:264 بإسم مسلم أبوعوسجة، وابن حجر في الاصابة 6:96، رقم 7978، وقال النمازي: (مسلم بن عوسجة الاسدي من أصحاب رسول اللّه (ص)..) (مستدركات علم رجال الحديث، 7:414،رقم 14915).

[2] إبصار العين: 107 -108.

[3] راجع: مقاتل الطالبيين: 66.

[4] راجع: إبصار العين: 108 -109؛ وانظر: الاخبارالطوال: 235 -236 والارشاد: 189، وتاريخ الطبري، 4:270؛ والكامل في التأريخ، 3:390؛ وقد مضت مناقشة ما يمكن أن يُثارمن تشكيك حول لياقة مسلم بن عوسجة (رض) وفطنته ومستوي حذره، في (إشارة) في ذيل رواية هذه الواقعة، فراجعها في الفصل الثاني (حركة أحداث الكوفة أيّام مسلم بن عقيل (ع): ص 93 -96.

[5] إبصار العين: 109.

[6] راجع: إبصار العين: 110.

[7] راجع: إبصار العين: 104 و 110؛ وتاريخ الطبري، 4:332 -333.

[8] إبصار العين: 110 -111؛ وانظر: تاريخ الطبري، 4:333.

[9] البحار، 45: 69 -70.